-A +A
يروي أستاذ الشريعة في جامعة القاهرة، عباس متولي في كتابه (مشاهداتي في الحجاز) ما توفر من الأمن في طرق الحجاج، إذ تعطلت بهم السيارة في الطريق من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فجاء بعض الرعاة لمساعدتهم، فقال لأحدهم: «خذ ما تريد من جيبي فقال: حرام عليك.. وما جنيت؟ أتريد قطع يدي لا يا بوي لا أطلب شيئاً، فقلت: إننا في عزلة عنهم (يقصد بذلك الحكومة)، فازداد الرجل إصراراً. فدهشت لهذا ورددت قول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» وأعطيته ما تيسر». وأضاف: «مكثنا في مكاننا إلى ساعة متأخرة من الليل، أحضروا أثناءها الماء واللبن وأكرموا وفادتنا من غير أن يتعرض أحد منهم لنا بسوء»، ويؤكد أن استتباب الأمن بهذا الشكل لم يوجد في الحجاز إلا بعد تنفيذ شريعة الله، وإقامة حدوده.

وفي كتابه (رحلة إلى الحجاز) يروي الأديب إبراهيم المازني، حوادث ذات دلالة على استبباب الأمن وإقراره على يد الملك عبدالعزيز فيقول: «والطريق إلى مكة طريقان؛ واحد للسيارات والآخر للجمال والمشاة، وكانت الجمال تسير في قوافل، وهي تحمل بضائع شتى في الصناديق والأكياس والغرائر، وليس معها سوى طفل واحد هو كل حرس هذه القافلة».